الأخطبوط
يُعدُّ الأخطبوط (بالإنجليزية: Octopus)، (الاسم العلمي: Octopus Vulgaris) أحد الحيوانات البحرية واسعة الانتشار، وجاء اسمه من الكلمة اليونانية (októpus) والتي تعني ثمان أرجل (لا تُسمى مجسات كما هو مُنتشر)، وهي عدد أرجل الأخطبوط التي لا تحوي أجسادها عِظامًا.(١)
تتبع مخلوقات الأخطبوط التصنيف العلمي الآتي:(٢)
التصنيف |
الاسم |
المملكة (Kingdom) |
الحيوانات (Animalia) |
الشعبة (Phylum) |
الرخويات (Mollusca) |
الصف (Class) |
رأسيات القدم (Cephalopoda) |
الرتبة (Order) |
أخطبوطيات (Octopoda) |
الفصيلة (Family) |
الأخطبوطيات (Octopodidae) |
أين يعيش الأخطبوط؟
يعيش الأخطبوط في المياه المالحة فقط، ويوجد في جميع مُحيطات العالم؛ ويُمكن أن يعيش في عُمق يصل إلى 2000 م، أمّا أكثر مناطق سكنه شيوعًا، فتتمثّل في قيعان المُحيط، وبين الشعاب المرجانية، ويميل الأخطبوط لإيجاد عُش أو مكان جديد للعيش كُل 10-14 يومًا، وهو قادر على العيش في درجات حرارة مختلفة من الماء.(٣)
جسم الأخطبوط
ينتمي الأخطبوط إلى مجموعة الرخويات، ورتبة رأسيات القدم، ويتميّز برأس بارز، وفم محاط بثماني أذرع فيها ممصات بسيطة، وجسم رخو لا يحتوي على هيكل عظمي؛ الأمر الذي يُمكّنه من عصر جسمه، والاختباء في الشقوق الضيقة، حيث إنّ الجزء الصلب الوحيد الذي يملكه الأخطبوط هو الفك الشبيه بالمنقار الذي يوجد في فمه.(٤)
ويمتلك الأخطبوط 3 قلوب؛ الأول وظيفته ضخّ الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة، في حين يضخّ القلبان الثاني والثالث الدم إلى الخياشيم ليتمكّن من التنفس تحت الماء من خلال جمع الأكسجين، كما يتميز الأخطبوط بلون دمه الأزرق؛ وذلك لاحتواء دمه على بروتين الهيموسيانين الغني بالنحاس بدلًا من الهيموغلوبين.(٤)
قلوب الأخطبوط
يملُك الأخطبوط ثلاثة قلوب تضخ الدماء الزرقاء لجميع أعضاء جسده، وسبب لون الدماء الزرقاء احتوائه على مادة تُسمى الهيموسيانين، ويُفضل الأخطبوط الزحف على السباحة؛ لأنَّ قلوبه تتوقف عن النبض لفترة زمنية عند السباحة.(١)
الحجم
تتنوع أحجام الأخطبوطات؛ فبعضها صغير الحجم يصل طوله إلى 30-90 سم، وبعضها الآخر ضخم قد يصل طوله لما يزيد عن خمسة أمتار.(١)
تغذية الأخطبوط
يُعتبر الأخطبوط من الحيوانات الآكلة للحوم، ويشمل نظامه الغذائي كل من: الأسماك، والطيور، والمحار، والروبيان، والكركند، ويتغذى الأخطبوط عادةً من خلال لفّ أذرعه حول فريسته وسحبها إلى فمه.(٥)
كما يصطاد الأخطبوط فرائسه في أثناء الليل، وتحقن بعض الأُخطبوطات فريستها بسموم متفاوتة السمية باستخدام المناقير التي تستخدمها أيضاً لاختراق الأصداف الصلبة وكسرها.(6)
تزاوج الأخطبوط
يستخدم ذكر الأخطبوط ذراعًا متخصصةً تُسمّى هيكتوكوتيلوس (بالإنجليزيّة: Hectocotylus) وتكون بالعادة الذراع الثالثة اليمنى لنقل الحيوانات المنوية إلى قناة بيض الأنثى، ويُمكن للذكر الواحد أن يُخصّب عدةّ إناث، كما يُمكن أن تتلقّى الأنثى حيوانات منوية من عدّة ذكور.(7)
ويموت الذكر بعد فترة بسيطة من التزاوج، في حين تبحث الأنثى عن مكان مناسب لوضع مئات الآلاف من البيض، وتعتني الأم بتهوية وتنظيف البيض إلى أن يفقس، ثمّ تموت، ولهذا السبب يُعتبر عمر الأخطبوط قصيرًا جدًا، فهو لا يتجاوز 1-3 سنوات.(7)
سلوك الأخطبوط
يمتلُك الأخطبوط سلوكًا مُختلفًا عن باقي الحيوانات، فهو يمشي بتكاسل بأذرعه الثمان على قاع المُحيط، ولكن إن أصبحَ الأمر مُلحًّا، فهو يسبح بسرعة كبيرة عن طريق ثني ذراعيه وجسمه، وغالبًا ما ينفث من فمه الحبر الأسود المكوّن من الميلانيين، أو السُمَّ نحو الكائنات الأخرى، ويهرب من المكان، خاصةً عندما يُصادف حيوان مُفترس كالقرش.(٨)
كيف يحمي الأخطبوط نفسه؟
يتميز الأخطبوط بقدرته على حماية نفسه من الأعداء، والاختباء ضمن بيئته، ويكون ذلك من خلال وجود عدةّ خلايا وميزات في جسمه، من أهمها ما يأتي:(٩)
- الخلايا الحاملة القزحية
(بالإنجليزيّة: Iridophores)، وهي خلايا عاكسة يمكنها إبراز التغييرات الكبيرة في لون جلد الأخطبوط من خلال عكس ألوان البيئة المحيطة.
يحتوي جلد الأخطبوط على نتوءات تُعرف باسم الحُليمات، يمكن للأخطبوط من خلالها تغيير قوام وملمس جلده، حتى يندمج بسهولة مع المواد التي تُحيط به مثل: المرجان، والرمل.
يتمكّن الأخطبوط عند الشعور بالخطر من نفث كمية من الحبر من كيس الحبر الموجود بالقرب من جهازه الهضمي، لخلق سحابة سوداء تُربك عدوه إلى أنّ يتمكّن من الاختباء أو الهرب، ومن الجدير بالذكر أنّ حبر الأخطبوط يحتوي على إنزيم التايروسيناز الذي يُضعف حاسة الشم، والذوق، ممّا يزيد من إرباك المُفترِس.
- الخلايا الحاملة للصباغ
يُمكن للأخطبوط تغيير لون جلده إلى عدةّ ألوان مختلفة ليُصبح مماثلًا للون الوسط الذي يوجد فيه خلال أقل من ثانية؛ وذلك بفضل عشرات الآلاف من الخلايا الحاملة للصباغ التي تُغطّي جلده، علمًا بأنّ كلّ خلية منها تحتوي على ثلاثة أكياس من الألوان، وأنّ الخلايا تُحاط بعضلات تتحكّم من خلال الانقباض والانبساط بطريقة عرض الصبغة.
أنواع الأخطبوط
يوجد أكثر من 300 نوع مختلف من الأخطبوط في بحار العالم، أمّا أكثر الأنواع شيوعًا في العالم، فهي على النحو الآتي:(١٠)
الأخطبوط الأطلسي الشَائع
يتميز الأخطبوط الأطلسي الشَائع (بالإنجليزية: Common Atlantic Octopus) برأس كبير وأذرع طويلة شبيهة بالمخالب، وهذا النوع من أذكى أنواع الأخطبوط، وينتشر في المياه الضحلة المُعتدلة في جميع أنحاء المُحيط الأطلسي، وينمو ليبلغ طوله 90 سم تقريبًا، وهو يتغذى على الأسماك والرخويات والصدفيات.(١٠)
يمتلك هذا الأخطبوط مهارات عالية في الدفاع عن نفسه، وقدرات كبيرة على الاختفاء عن الأنظار، ويحوي جسمه على شبكة خلايا عصبية في عضلاته تُمكنَّهُ من تغيير لون بشرته بما يُناسب مُحيطه، وينفث هذا الأخطبوط سحابة كبيرة من الحبر لمنع رؤيته من المُفترس، مما يمنحه وقتًا للهرب.(١٠)
أخطبوط المُحيط الهادئ العملاق
يُعدُّ أخطبوط المُحيط الهادئ العملاق (بالإنجليزية: Giant Pacific Octopus) أكبر أنواع الأخطبوط المعروفة، فهو ينمو ليبلغ طوله 4.88 م، ووزنه إلى 50 كغم، وينتشر في مياه المُحيط الهادئ، ويُعتبر صيادًا ليليًا ماهرًا، ويقتات على الأسماك، والمحار، والكركند، وأحيانًا يصيد الطيور البحرية.(١٠)
يُعرف عن الأخطبوط العملاق الذكاء والفطنة، وكشفت الاختبارات عن قدرته على حل الألغاز، واستخدام الأدوات، وأداء المهام البسيطة، ويعيش حياة أطول من باقي الأنواع؛ فالذكر يصل عمره لأربع سنوات، والأنثى خمس سنوات، كما يعيش في أعماق تصل إلى أكثر من 475 م.(١٠)
الأخطبوط ذو الحلقة الزرقاء
حصلَ الأخطبوط ذو الحلقات الزرقاء (بالإنجليزية: Blue Ringed Octopus) على اسمه من حلقاته الزرقاء التي تظهر على جلده وقت إثارته وانفعاله، وهو النوع الأشرس في عائلة الأخطبوط.(١٠)
يُفرز فم الأخطبوط ذو الحلقات الزرقاء الشبيه بالمنقار لُعابين سامين عاليين السُمية، يُستخدم الأول لصيد الفرائس كالأسماك الصغيرة، والسرطانات، والأصداف الصغيرة، أما الثاني فيستخدمه ضد الحيوانات المُفترسة.(١٠)
ينمو الأخطبوط ذو الحلقات الزرقاء ليصل طوله إلى 5 سم فقط، ويمتد مع أذرعه ليصل 10 سم، فهو حيوان صغير الحجم رغم شراسته وخطورته، ويعيش القسم الأكبر منه في سواحل إندونيسيا وأستراليا، في أعماق تصل إلى 50 م، وكثيرًا ما سمّمت هذه الحيوانات البشر بسبب الدوس عليها، ومن المعروف أنَّ عدم عِلاج السم بُسرعة يؤدي للموت.(١٠)
الأخطبوط المُرجاني
يُعرف الأخطبوط المُرجاني (بالإنجليزية: Reef Octopus Species) أيضًا باسم الأخطبوط النهاري، وهو ينتشر في الشعب المرجانية في بحار إندونيسيا الاستوائية، وحول جُزر هاواي الأمريكية، ويتعرض كثيرًا للصيد الجائر بسبب لحمه ذي المذاق اللذيذ، والذي يؤكل في أجزاء كثيرة من العالم.(١٠)
ينمو الأخطبوط المُرجاني ليصل طوله إلى 15 سم، أمّا عند مد أذرعه فيصل طوله إلى 76 سم، وهو حيوان شديد النشاط، دائمًا ما يبحث عن طعامه الذي يشمل الأسماك الصغيرة، والمحار.(١٠)
يتميز الأخطبوط المُرجاني بعادات زواجه الغريبة، إذ يغوي الذكر الأنثى عن طريق تغيير لون جسده للغامق ما عدا ذراع واحدة يجذُب فيها انتباه الإناث، وعند اقتراب إحداها يعرض عرضًا مُتقنًا عن طريق الألوان.(١٠)
المراجع
- ^ أ ب ت ألينا برادفورد (8/6/2021)، “حقائق الأخطبوط”, العلوم الحيةتم استرجاعه في 21/10/2021. تم تحريره.
- ↑ “أخطبوط”, الحيوانات من الألف إلى الياء، 11/2/2021، استرجاع 10/11/2021. تم تحريره.
- ↑ “حياة الأخطبوط”, عوالم الأخطبوطتم استرجاعه في 21/10/2021. تم تحريره.
- ^ أ ب “أخطبوط”, موسوعة العالم الجديدتم استرجاعه في 21/10/2021.
- ↑ بوب شتراوس (13-12-2019)، “حقائق الأخطبوط: الموطن، السلوك، النظام الغذائي”، www.thinkco.comتم الاسترجاع 1-4-2021. تم تحريره.
- ↑ ألينا برادفورد (8-6-2017)، “حقائق الأخطبوط”، www.livescience.comتم الاسترجاع 1-4-2021. تم تحريره.
- ^ أ ب بوب شتراوس (13/12/2019), “حقائق عن الأخطبوط: الموطن، السلوك، النظام الغذائي”, شركة الفكرتم استرجاعه في 21/10/2021. تم تحريره.
- ↑ “حقائق عن الأخطبوط: الموطن، السلوك، النظام الغذائي”, شركة الفكرتم استرجاعه في 21/10/2021. تم تحريره.
- ↑ جنيفر هورتون (25-10-2019)، “كيف يعمل الأخطبوط”، Animals.howstuffworks.comتم الاسترجاع 1-4-2021. تم تحريره.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ التابع ز ر ز سيباستيان ماليسا (22/11/2019)، “أنواع الأخطبوط”, العلومتم استرجاعه في 21/10/2021. تم تحريره.