قصص الأطفال

قصة الراعي الصغير والصدق الثمين

في قرية صغيرة تقع بين التلال الخضراء والوديان الهادئة، عاش راعٍ صغير اسمه “سامي”. كان سامي فتى نشيطاً ومرحاً، يقضي أيامه في رعاية قطيع الأغنام الصغير الذي تملكه عائلته. كانت الأغنام هي كل ما يملك، وكان يحبها كثيراً ويعتني بها بكل إخلاص. لكن سامي كان يمتلك عادة سيئة، وهي أنه كان يحب المزاح كثيراً، وأحياناً كان مزاحه يتجاوز الحدود ويتحول إلى كذب.

بداية المشكلة: الكذبة الأولى

في أحد الأيام المشمسة، بينما كان سامي يرعى أغنامه في مرعى قريب من القرية، شعر بالملل الشديد. لم يكن هناك شيء يفعله سوى مراقبة الأغنام وهي تأكل العشب بهدوء. فكر سامي في طريقة ليتسلى بها ويجذب انتباه أهل القرية. خطرت له فكرة، فصاح بأعلى صوته: “الذئب! الذئب! النجدة! الذئب يهاجم أغنامي!”

سمع أهل القرية صراخ سامي، فهرعوا جميعاً من بيوتهم وحقولهم، حاملين العصي والفؤوس، لنجدة الراعي الصغير وأغنامه. وصلوا إلى المرعى وهم يلهثون من التعب، لكنهم لم يجدوا أي أثر للذئب. وجدوا سامي يضحك بصوت عالٍ ويقول: “لقد خدعتكم! لم يكن هناك ذئب، كنت أمزح فقط!”

غضب أهل القرية من فعلة سامي. قال له كبير القرية بحكمة: “يا سامي، الكذب ليس مزحة. إنه فعل سيء قد يؤذيك ويؤذي الآخرين. لا تكرر هذا الفعل مرة أخرى.”

إقرأ أيضا:قصة الأميرات السبعة

شعر سامي بالخجل قليلاً، لكنه لم يأخذ كلام كبير القرية على محمل الجد. وعاد إلى رعاية أغنامه وهو يفكر في مزحة أخرى.

تكرار الكذبة والعواقب

بعد بضعة أيام، شعر سامي بالملل مرة أخرى. وقرر أن يكرر المزحة نفسها. صاح مرة أخرى: “الذئب! الذئب! ساعدوني!”

تردد أهل القرية هذه المرة. تساءل بعضهم: “هل هو يمزح مرة أخرى؟” لكن خوفهم على سامي وأغنامه دفعهم للذهاب مرة أخرى. وصلوا إلى المرعى ليجدوا سامي يضحك مجدداً. كان غضبهم أشد هذه المرة. قالوا له بصوت واحد: “يا سامي، لقد حذرناك! لن نصدقك بعد الآن إذا استمررت في الكذب.”

لم يهتم سامي لكلامهم، وظن أنهم سيأتون دائماً لنجدته مهما حدث.

الحقيقة المرة: ظهور الذئب

في يوم من الأيام، بينما كان سامي يراقب أغنامه كعادته، ظهر ذئب حقيقي من بين الأشجار الكثيفة. كان ذئباً كبيراً رمادي اللون، وكانت عيناه تلمعان بالجوع. انقض الذئب على قطيع الأغنام، وبدأت الأغنام تجري في كل اتجاه خائفة.

شعر سامي بالرعب الحقيقي هذه المرة. لم يكن يمزح. صرخ بأعلى ما يستطيع، بصوت يملؤه الخوف واليأس: “الذئب! الذئب! النجدة! إنه ذئب حقيقي هذه المرة! ساعدوني!”

إقرأ أيضا:قصة النبي يوسف للأطفال

سمع أهل القرية صراخه، لكنهم نظروا إلى بعضهم البعض وقالوا: “إنه سامي يكذب كعادته. لن نذهب هذه المرة، فهو يحاول خداعنا مرة أخرى.”

استمر سامي في الصراخ والاستغاثة، لكن لم يأت أحد لنجدته. شاهد الذئب وهو يهاجم أغنامه واحدة تلو الأخرى. حاول سامي أن يدافع عن أغنامه بعصاه الصغيرة، لكن الذئب كان أقوى منه بكثير.

الدرس القاسي والندم

عندما غربت الشمس، عاد سامي إلى القرية باكياً، ولم يتبق معه سوى عدد قليل من الأغنام الجريحة. أخبر أهل القرية بما حدث، وكيف أن الذئب الحقيقي هاجم أغنامه ولم يأت أحد لنجدته لأنهم لم يصدقوه.

شعر أهل القرية بالحزن لما حدث لسامي وأغنامه، لكنهم قالوا له: “يا سامي، هذا هو جزاء الكذب. عندما تكذب دائماً، لن يصدقك أحد حتى لو قلت الحقيقة.”

ندم سامي ندماً شديداً على كذبه. أدرك أن الصدق هو أغلى كنز يمكن أن يمتلكه الإنسان. تعلم درساً قاسياً لن ينساه أبداً.

إقرأ أيضا:قصص أطفال قبل النوم عن الصدق

الخاتمة: الصدق هو النجاة

منذ ذلك اليوم، تغير سامي تماماً. أصبح يقول الصدق دائماً، حتى لو كان الأمر صعباً. استعاد ثقة أهل القرية به تدريجياً. وعلم أن الصدق ليس مجرد كلمة، بل هو أسلوب حياة يجلب الثقة والاحترام والنجاة في الأوقات الصعبة. تذكر دائماً يا صغيري، أن الصدق هو مفتاح القلوب وأساس الثقة بين الناس.

الرسالة الأخلاقية: القصة تعلمنا أهمية الصدق وأن الكذب يؤدي إلى فقدان الثقة وعواقب وخيمة. حتى لو بدت الكذبة صغيرة أو مجرد مزحة، فإنها قد تسبب ضرراً كبيراً في النهاية.

هل كان المقال مفيداً؟
نعملا
السابق
هل ترطيب البشرة الدهنية ضروري؟ نعم، وإليكِ الأسباب والطرق الصحيحة
تسوق أزياء الأطفال