هل البيض يرفع السكر

هل البيض يرفع السكر؟

يتساءل العديد من مرضى السكر حول إمكانية تناولهم للبيض دون التأثير على نسبة السكر في الدم لديهم، وفي الحقيقة لا تزال الدراسات التي تجرى حول هذا الموضوع غير متأكدة أنّ البيض مفيد أو ضار لمرضى السكري، ولذلك إذا كان الشخص مصابًا بمرض السكري فيتوجّب عليه عدم تناول البيض بكثرة.^[١]

كما تشير التوصيات الحالية إلى أنّه يجب ألّا يستهلك أكثر من 200 ملغم من الكوليسترول يوميًا، وعلى الرغم من أن الشخص السليم يمكنه استهلاك ما يصل إلى 300 ملغم من الكوليسترول يوميًا، إلا أن البيضة الكبيرة تحتوي على 186 ملغم كوليسترول تقريبًا، وهذا لا يترك مجالًا كافيًا للكوليسترول الموجود في الأطعمة الأخرى، وبما أنّ الكوليسترول في البيض موجود في الصفار فقط، فيمكن لمريض السكري أن يتناول بياض البيض دون أن يقلق حول كمية الكوليسترول المسموح استهلاكها في اليوم.^[١]

وقد أجريت دراسة تم نشرها في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب في عام 2009 م، حول العلاقة بين استهلاك البيض وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 لدى الرجال والنساء، وكانت حيثياتها على الشكل الآتي:^[٢]

تم استخدام معطيات من تجربتين عشوائيتين مكتملتين:
- دراسة شارك فيها 20703 رجال، من عام 1982-2007 م.
- دراسة شاركت فيها 36295 امرأة، من عام 1992-2007 م.
تم التأكّد من استهلاك البيض بإجراء الاستطلاعات، وتم استخدام نموذج الخطر النسبي لتقييم المخاطر النسبية لمرض السكري من النوع 2.

وكانت النتائج: “خلال فترة متابعة المشاركين، أصيب 1.921 رجلًا و2112 امرأة بمرض السكري من النوع 2، وقد أشارت البيانات إلى أنّ استهلاك البيض يوميًا بكميات كبيرة قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري لدى الرجال والنساء”.

وقد أجريت دراسة أخرى تم نشرها في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب في عام 2015 م، حول تأثير استهلاك البيض وصحة التمثيل الغذائي للقلب لدى المصابين بداء السكري وغير المصابين به في بلدان ومناطق مختلفة ذات توجيهات تغذوية مختلفة، وفي خلاصة هذه الدراسة، “إنّ اتّباع نظام غذائي غني بالبيض مع نظام غذائي منخفض الدهون المشبعة، أو نظام غذائي يتم فيه استبدال الدهون المشبعة بغير المشبعة المتعدّدة والدهون الأحادية، من المحتمل أن يؤدّي إلى نتائج إيجابية أو عدم وجود تغييرات عكسية في الكوليسترول الضار”.^[٣]

ومع ذلك، تشير الدلائل في بعض البلدان إلى أنّ النظام الغذائي المحتوي على البيض- بكمية أكبر ممّا هو موصى به- يمكن اتّباعه بأمان كجزء من نظام غذائي صحي من قٍبل عامة الناس وأولئك الذين يعانون من خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع 2.^[٣]

هل البيض مفيد لمرضى السكري؟

بالرغم من احتواء البيض على نسبة عالية من الكوليسترول، إلّا أنّه قد تبيّن أن الكوليسترول فيه له تأثير ضئيل على رفع مستويات الكوليسترول الكلية في الجسم، كما يمكن أن يحسّن تناول البيض بانتظام نسبة السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع 2، وبالتالي قد يكون اتّباع نظام غذائي غني بالبيض مفيدًا لصحة مرضى السكر؛ خاصةً بسبب احتواء البيض على العديد من العناصر الغذائية كالبروتينات، والفيتامينات ومضادات الأكسدة.^[٤]

وقد أجرى عدد من الباحثين دراسة تم نشرها في المركز الوطني للمعلومات التقانية والحيوية، في عام 2018 م حول تأثير استهلاك البيض في تحسين العوامل المرتبطة بالتحكم بنسبة السكر في الدم وحساسية الإنسولين لدى البالغين المصابين بالسكري، وكانت حيثياتها:^[٥]

استمرت الدراسة 12 أسبوعًا.
شارك فيها 42 شخصًا يعاني من السمنة ومرض السكري.
تلقّى المشاركون بيضة يوميًا طوال فترة الدراسة.
وكانت النتيجة على الشكل الآتي:
- أدى الاستهلاك المنتظم للبيض إلى تحسين نسبة السكر في الدم أثناء الصيام بمقدار 4.4%.
- وقد ظهر انخفاض ملحوظ في مقاومة الإنسولين أيضًا.
- وكان هناك تغيّرات كبيرة في مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار.

ومن فوائد البيض لمرضى السكري أيضًا، أنّه يساعد في التحكّم بالشهية ويعزز الشعور بالشبع، ممّا يسهم بالتحكّم بنسبة السكر في الدم بشكل أكثر فعّالية،^[٦] بالإضافة إلى الفوائد الآتية:^[٧]

يتميّز البيض بأنّ المؤشّر الجلايسيمي الخاص به منخفض، وذلك بسبب احتوائه على أقل من 1 غرام من الكربوهيدرات، وبالتالي فإنّ تأثير البيض على مستويات السكر في الدم ضئيل جدًا.
يؤدي تضمين بيضة في وجبة الإفطار إلى تحسين نسبة السكر والكوليسترول بالدم لبقية الفترة الصباحية، وذلك مقارنةً بتناول الأطعمة التي تحتوي على بروتينات حيوانية.
يعزز الشعور بالشبع بسبب احتوائه على البروتينات؛ إذ تحتوي بيضة متوسطة على 6 غرامات من البروتينات.

إنّ الاستهلاك اليومي لبيضة واحدة كبيرة قد يقلّل خطر الإصابة بمرض السكري دون وجود أي آثار سلبية على مستويات الدهون في الجسم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري.

الكمية الموصى بها لتناول البيض

يوصي الأطباء بتناول 3-7 بيضات في الأسبوع للأشخاص الأصحّاء، أمّا بالنسبة لمرضى السكري فيجب عليهم توخّي الحذر بعض الشيء، وإذا قام مريض السكري بتناول بيضة واحدة في اليوم، فمن الأفضل ألّا يستهلك المزيد من الأطعمة المحتوية على الكوليسترول كالجبن، واللحوم الحمراء والحليب في اليوم ذاته، كما يمكن لمرضى السكري تناول بياض البيض فقط الخالي من الكوليسترول.^[٨]

ووفقًا لكلية هارفارد للصحة العامة، يجب عدم تناول أكثر من 3 صفار البيض في الأسبوع إذا كان الشخص يعاني من أمراض القلب أو مرض السكري؛ وذلك بسبب احتواء الصفار على 213 ملغم من الكوليسترول.^[٧]

طرق صحية لتحضير البيض

تؤثّر طريقة تحضير البيض على مدى ملائمة الطبق لمرضى السكري، وهناك عدّة نصائح وتوجيهات يمكن أن تساعد في الحصول على وجبة صحية مناسبة للأشخاص المصابين بالسكري، كالآتي:^[٩]

في حال طبخ البيض في المنزل، فيجب وضع القليل من زيت الزيتون بدلًا من الزبدة.
في حال تناول الإفطار في الخارج، فمن الأفضل طلب البيض مسلوقًا لضمان عدم إضافة أي دهون إضافية، ويمكن طلب بياض البيض فقط.
من الأفضل إضافة الخضروات إلى طبق البيض،كالخضروات الورقية والبصل والفطر، وفي حال إضافة الجبن، يجب اختيار النوع ذو النكهة القوية لإضافة القليل منه فقط، كجبنة شيدر.
لا يوجد مانع من إضافة القليل من ملح الطعام إلى طبق البيض للحصول على مذاق أفضل، ويجب تجنّب الملح في حال تم إضافة الجبن.

يعدّ البيض من المصادر المهمّة للبروتينات، ويمكن إضافته إلى النظام الغذائي بسهولة، ولكن من الأفضل اتّباع نصائح الطبيب وتناوله باعتدال في حال كان الشخص مصابًا بالسكري.